السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جاءت المباراة لتكون الخامسة في تاريخ مواجهة الفريقين خلال منافسات كأس الأمم الإفريقية، لكنها أقيمت وسط ظروف استثنائية، لرغبة كل من الفريقين في إثبات قوته أمام الطرف الآخر، فالجزائر أرادت الصعود للنهائي للمرة الأولى منذ 20 عاما والتأكيد على أحقية تأهلها لكأس العالم (جنوب إفريقيا 2010) على حساب "الفراعنة" في التصفيات الإفريقية، فيما سعى المصريون إلى إعادة هيبتهم أمام "الخضر" واللعب في النهائي والدفاع عن لقبهم للمرة الثالثة على التوالي.
حققت الجزائر في اللقاءات الأربعة السابقة التي جمعت الفريقين في بطولة إفريقيا، بداية من بطولة عام 1980 التي أقيمت في نيجيريا بركلات الترجيح في دور الأربعة، ثم الفوز (3-1) في كوت ديفوار بعدها بأربعة أعوام في لقاء تحديد المركز الثالث، وفي الجزائر 1990 بهدفين دون ردّ في المجموعة الأولى، وأخيرا عام 2004 على الأراضي التونسية بنتيجة (2-1) في الدور الأول.
دخل الفريق المصري المباراة بتشكيله المتوقع الذي ضم عصام الحضري في حراسة المرمى، وفي خط الدفاع وائل جمعة وهانى سعيد ومحمود فتح الله، أما خط الوسط فلعب أحمد المحمدي وأحمد فتحي وأحمد حسن وسيد معوض وحسني عبد ربه، وخط الهجوم مكون من عماد متعب ومحمد زيدان.
في الجهة المقابلة لعبت الجزائر بكامل قوتها، فوزي شاوشي في حراسة المرمى، ورفيق حليش ونذير بلحاج، ومجيد بوقرة وعنتر يحيى في خط الدفاع، أما الوسط فلعب كريم زياني وكريم مطمور وحسن يبدا ومراد مغني ويزيد منصوري، وكان عبد القادر غزال المهاجم الوحيد للخضر
غاب الحذر الدفاعي من قبل الفريقين اللذين تبادلا الهجوم منذ الدقيقة الأولى، لخطف زمام المبادرة وتحقيق تفوق نفسي ومادي قبل أن تتعقد الأمور مع مرور الدقائق.
نجح الدفاع المصري في إيقاف انطلاقات بلحاج وزياني، ولم تشكل اختراقات مطمور وغزال وحليش خطورة على مرمى "الفراعنة" في ظل وجود الحارس عصام الحضري الذي تألق في التصدي للكرات العرضية.
في المقابل شكلت محاولات المحمدي من الجبهة اليمنى المصرية، ومعوض من الناحية اليسرى خطورة على الدفاع الجزائري، ونشط ثنائي الهجوم متعب وزيدان أمام مرمى شاوشي الذي لعب المباراة بلاصقة طبية بسبب آلام الظهر.
شهدت الدقيقة الـ 25 أخطر فرص المباراة، بعدما قام متعب بالتسديد على حدود منطقة، إلا أن شاوشي تألق وأبعد الكرة بعيدا عن مرماه ببراعة.
واصل المصريون هجماتهم على مرمى الجزائر، وأسفرت إحداها على ركلة جزاء لصالح الفراعنة في الدقيقة الـ 37، بعدما عرقل حليش من الخلف المهاجم متعب، ليشهر الحكم البطاقة الصفراء الثانية في وجه اللاعب الجزائري الذي خرج من اللقاء مطرودا، وبعدها سجل عبد ربه الهدف الأول وسط اعتراض شاوشي على طريقة تسديد الكرة من قبل عبد ربه.
لعبت الجزائر الشوط الثاني بعشرة لاعبين، ومع ذلك كان "الخضر" مصممون على مبادلة الفريق المصري الهجمات لإدراك التعادل سريعا، ما أثر سلبيا على النواحي الدفاعية للفريق الجزائري، وهذا ما حاول متعب استغلاله باختراقاته المتكررة للوصول إلى مرمى شاوشي، لكن المهاجم المصري تعرض للإصابة في الدقيقة الـ 52، ليخرج من اللقاء ويشارك بدلا منه حسام غالي.
تسبب غياب رأس الحربة للمنتخب المصري مع خروج متعب، في اختفاء خطورة لهجوم "الفراعنة"، ومع ذلك كاد معوض أن يسجل هدفا ثانيا لمصر في الدقيقة الـ 59، بعدما اخترق الجبهة اليمنى للدفاع الجزائري، لكنه سدد الكرة خارج الملعب.
قام المدرب المصري حسن شحاتة بسحب المدافع محمود فتح الله، ليشارك بدلا منه لاعب الوسط محمد ناجي "جدو" صاحب الأهداف الحاسمة للفريق المصري خلال المباريات السابقة في البطولة الإفريقية.
هدد حسن يبدا المرمى المصري في الدقيقة الـ 63، من ضربة حرة مباشرة، سددها قوية، إلا أن الحضري حول الكرة إلى ضربة ركنية.
عادت الخطورة المصرية من جديد في الدقيقة الـ 64 مع اختراق زيدان للجبة اليمنى للدفاع الجزائري، لكن المصريين فشلوا في استغلال الزيادة الهجومية ليسدد عبد ربه الكرة عاليا بعيدا عن الشباك.
وكأن زيدان صام طوال البطولة لتحقيق هدف خفي، فصانع ألعاب المنتخب المصري ظل يتحرك بفعالية أمام المرمى الجزائري إلى أن جاءت الدقيقة الـ 65، التي شهدت الهدف الثاني من تسديدة صاروخية في شباك شاوشي.
تعقدت الأمور على الجزائر، بعدما بدأت مصر في الإمساك بالكرة، ونقلها سريعا بين أقدامهما في جميع أنحاء الملعب، وزاد الأمر صعوبة مع إشهار البطاقة الحمراء مباشرة في وجه بلحاج بعد تدخل عنيف ضد المحمدي في الدقيقة الـ 71.
أجرى المدرب الجزائري رابح سعدان تغييرا في الدقيقة الـ 67، بإخراج مراد مغني ومشاركة عبد القادر العيفاوي.
وسحب سعدان في الدقيقة الـ 75 كريم مطمور، وشارك بدلا منه جمال عبدون في تغيير دفاعي لسد سلبيات النقص الدفاعي بسبب طرد لاعبين من صفوف فريقه الجزائري.
وكاد أحمد حسن يضيف الهدف الثالث للفريق المصري في الدقيقة الـ 77، بعد اخترق الجبهة اليسرى للدفاع الجزائري، لكنه شكك الكرة خارج المرمى.
وكعادة شحاتة، يجري تبديلا، فيسجل اللاعب البديل هدفا، أشرك "المعلم" محمد عبد الشافي في الدقيقة الـ 78 بدلا من سيد معوض، وبعد ثلاث دقائق سجل عبد الشافي الهدف الثالث للمنتخب المصري من تسديدة داخل منطقة الجزاء، باغتت الحارس شاوشي.
وتسبب شاوشي في زيادة جراح الجزائر، بعدما قام بالاعتداء على "جدو" عقب صفارة الحكم الذي احتسب تسللا لصالح "الخضر" في الدقيقة الـ 86، ليخرج الحارس مطرودا ويشارك بدلا منه الحارس محمد زماموش، بعد إخراج المهاجم غزال.
وأضاف محمد جدو الهدف الرابع للمنتخب المصري في الدقيقة الـ 94 بعدما تلقى تمريرة من زميله غالي لينفرد بحارس الجزائر قبل أن يحول الكرة داخل الشباك.