"الفراعنة" يسعون لترويض الأسود للمرة الثالثة
يدخل منتخب مصر -بطل النسختين الأخيرتين لكأس أمم إفريقيا- مباراته مساء الإثنين أمام الكاميرون ضمن ربع نهائي البطولة الحالية في أنجولا ومعنوياته مرتفعة؛ لسابق فوزه على الأسود في آخر مباراتين جمعت المنتخبين الكبيرين وذلك في "غانا 2008".
وسيكون ملعب "أومباكا بايرو دي نوسا سينيورا دا جراسا" في بنجيلا مسرحا لقمة ثأرية ساخنة بين الكاميرون الوصيفة ومصر بطلة النسختين الأخيرتين؛ إذ يسعى الأسود إلى ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، وستكون أولوياتها الثأر من الفراعنة الذين "أذاقوهم المر" في النسخة الماضية عندما تغلبوا عليهم مرتين.
كما تسعى الكاميرون إلى وقف التفوق المصري عليهم؛ لأن "الفراعنة" تغلبوا عليهم أيضا في تصفيات مونديال 2006، بالإضافة إلى إيقاف الرقم القياسي للمنتخب المصري في السجل الخالي من الخسارة في البطولة الإفريقية والذي وصل إلى 16 مباراة، كانت بدايتها بالتعادل مع الأسود غير المروضة سلبا في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول لنسخة تونس 2004، وتقليص الفارق بين المنتخبين في عدد الانتصارات في المواجهات المباشرة حيث يتفوق المنتخب المصري بـ10 انتصارات مقابل 5 هزائم في 22 مباراة جمعت بينهما حتى الآن، ومن ثم حرمانهم من التتويج الثالث على التوالي، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ النهائيات منذ النسخة الأولى عام 1957.
المنتخب الكاميروني يدرك جيدا أن تحقيق هذا الإنجاز لن يكون سهلا، خصوصا في مواجهة منتخب أكد منذ بداية النسخة الحالية أنه جاء إلى أنجولا من أجل الدفاع عن لقبيه الأخيرين، وتأكيد سيطرته القارية، وتعويض خيبة أمله الكبيرة في عدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وما تحقيقه 3 انتصارات متتالية ومستحقة على كل من نيجيريا 3-1 وموزمبيق وبنين بنتيجة واحدة 2-صفر، إلا دليلا واضحا على مدى استعداد "الفراعنة" لمواجهة أي منتخب يعترض طريقهم أقله نحو المباراة النهائية.
في المقابل، عانت الكاميرون الأمرّين للتأهل، وتدين به إلى الأهداف الثلاثة التي سجلتها في مرمى زامبيا (3-2) في الجولة الثانية بعدما خسرت الأولى أمام الجابون صفر-1، وتعادلت بشق النفس مع تونس 2-2، علما بأنها حولت تخلفها أمامها مرتين.
وقال مهاجم إنتر ميلان الإيطالي وقائد المنتخب الكاميروني صامويل إيتو "تغلبت علينا مصر قبل عامين مرتين بما فيها المباراة النهائية، والآن حان الوقت لنتغلب عليها"، مضيفا "المنتخب المصري رائع، لكن يجب أن نستعد جيدا لمواجهته والمجازفة للتغلب عليه، لأننا نطمح إلى الذهاب أبعد من الدور ربع النهائي".
على الجانب الآخر استعد المنتخب المصري جيدا لمواجهة الكاميرون، مستفيدا من تأهله المبكر إلى الدور ربع النهائي، ما مكّن مديره الفني شحاتة من إراحة 6 لاعبين أساسيين في المباراة الأخيرة أمام بنين.
وقال شحاتة "ندرك جيدا صعوبة المباراة، الكاميرون ترغب في الثأر ونحن نسعى إلى الدفاع عن اللقب. ستكون المباراة قوية، لكن معنوياتنا عالية وسنواصل الحفاظ على تركيزنا ومواصلة انتصاراتنا".
يعوّل شحاتة على اللعب الجماعي للاعبيه بقيادة القائد المخضرم أحمد حسن الذي سيحطم الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية الذي يتقاسمه مع المهاجم حسام حسن (169).
مواجهة صعبة أخرى
يسعى المنتخب الزامبي إلى تفجير مفاجأة جديدة عندما يلتقي نظيره النيجيري في المباراة الأخيرة لدور الثمانية، وتحظى هذه المباراة بأهمية بالغة لكل من الفريقين حيث يسعى كل منهما إلى تحقيق العديد من الأهداف من خلال هذه المباراة.
يأمل المنتخب النيجيري في عبور العقبة الزامبية وبلوغ الدور قبل النهائي ليؤكد نسور نيجيريا أنهم يسيرون في الطريق الصحيح لاستعادة بريقهم على الساحة الإفريقية بعد 16 عاما غاب فيها اللقب الإفريقي عن الفريق.
وكانت آخر بطولة توج فيها المنتخب النيجيري باللقب عام 1994 بتونس عندما تغلب على المنتخب الزامبي بالذات في المباراة النهائية.
ولذلك يأمل نسور نيجيريا في أن تكون مباراتهم مع المنتخب الزامبي هي البداية الحقيقية نحو إحراز اللقب الإفريقي للمرة الثالثة في تاريخ المنتخب النيجيري.
والأكثر من ذلك، سيكون الفوز في المباراة هو الوسيلة الوحيدة التي يرد بها المدرب شايبو أمادو المدير الفني الوطني للمنتخب النيجيري على الانتقادات الموجهة إليه منذ فترة طويلة كما سبق وأن أوضح مسئولو الاتحاد النيجيري للعبة أن وصول الفريق للمربع الذهبي في البطولة الحالية هو الأمل الوحيد لأمادو في الاستمرار مع الفريق.
ولذلك فإن الهزيمة تعني رحيل أمادو من تدريب الفريق، وقد تسفر عن العديد من التغييرات في صفوف النسور بعد قدوم المدرب الأجنبي الجديد.
ونجح المنتخب النيجيري في استعادة توازنه سريعا بعد الهزيمة التي مني بها في مباراته الأولى بالبطولة أمام نظيره المصري 1/3 وحقق فوزين متتاليين على منتخبي بنين 1/صفر وموزمبيق 3/صفر ليحتل المركز الثاني في المجموعة الثالثة بالدور الأول للبطولة.
في المقابل، تمثل المباراة نقطة انطلاق مهمة للمنتخب الزامبي الذي عانى كثيرا في البطولات الماضية، فلم يتجاوز الدور الأول للبطولة منذ عام 1996.
وقال مدربه الفرنسي هيرفي رينار إن الفريق حقق الهدف الذي حضر من أجله إلى أنجولا وهو عبور الدور الأول، وأي نتيجة جيدة يحققها بعد ذلك ستكون بمثابة المكافأة.
وكان تأهل المنتخب الزامبي إلى دور الثمانية مفاجأة كبيرة بالفعل، خاصة وأنه كان في المركز الرابع الأخير بالمجموعة قبل مباريات الجولة الثالثة من المجموعة الرابعة بالدور الأول للبطولة بعدما توقف رصيده عند نقطة وحيدة من مباراتيه أمام تونس والكاميرون قبل أن يحقق فوزا ثمينا 2/1 على الجابون صعد به إلى دور الثمانية.