تضحيات "لال" تتفوق على رومانسية "لميس" بالأردن
معاناة لال وتضحياتها من أجل عائلتها تثير عطف المشاهد العربي
عمان - خالد أبو زيد
يبدو أن تضحية "لال" بنفسها من أجل سعادة عائلتها في مسلسل (لحظة وداع) الذي يعرض حصريا على شاشة mbc4 فرضت نفسها على المشاهدين الأردنيين الذين أبدوا تعاطفهم الشديد معها، معتبرين ما قدمته من أجل زوجها وابنتيها عملا نادرًا في هذا الزمن، وأن رومانسيتها تفوقت على نور ولميس.
ولاحظ الأطباء في العيادات المتخصصة في الأورام السرطانية أن نسبة النساء اللواتي يقبلن على إجراء الفحص المبكر عن مرض السرطان ازداد في الآونة الأخيرة بسبب تأثر الجمهور بالمسلسلين التركيين "نور" و"لحظة وداع".
وقال الطبيب "إياد البحري" إن عددًا من المراجعات كان يدعون الله علنًا بألا يصيبهم ما أصاب "نور" و"لال"، في إشارة إلى حجم تأثير المسلسلات التركية في قطاع كبير من نساء الأردن.
وأشار أنه لهذا السبب أصبح من متابعي مسلسل "لحظة وداع" بهدف استكشاف سر هذا التأثير الذي فاق تأثير حملات التوعية التي كانت تنفذها وزارة الصحة والجهات التطوعية لنشر فكر الفحص المبكر وضرورته بين النساء تحديدًا.
محاكمة "لال"في استطلاع لمراسل موقع mbc.net في عمان انقسم الأردنيون حول حجم تضحية "لال" المتمثلة بإخفاء حقيقة مرضها عن زوجها ومحاولة تقريبها من معلمة أبنائها لتكون أمهم من بعدها، رغم أنها تعيش صراعًا لا ينتهي مع المرض.
وتقول "مها العبسي" إن "لال" تستحق كل التقدير والخير، وكان يجب أن تخبر زوجها بحقيقة مرضها لكي يقف بجوارها حتى تشفى وتعود إليه، مشيرة إلى أن إخفاء حقيقة مرضها ومحاولتها جعل معلمة أولادها أمًّا جديدة لأبنائها قد يزيد المشكلة تعقيدًا، خاصة إذا كان الزوج لا يفكر بالزواج من بعدها.
وتوافقها الرأي "دعاء حسين" قائلة: على "لال" أن تبوح بسرها لزوجها حتى لا تعاني بمفردها؛ لأن حياتها ليس ملكًا لها وحدها وإنما ملكٌ لجميع أفراد عائلتها.
من جهة أخرى، أبدى "عمر تيم" إعجابه الشديد بشخصية "لال" وتعاطفه مع موقفها تجاه أسرتها؛ لأنها تخفي حقيقة مرضها من أجل أن تسعد الآخرين، وهو متعاطف معها جدا ويتمنى أن تشفى من مرضها لأنها طيبة القلب.
وفي الوقت الذي تمنت فيه إسلام عطية الشفاء لبطلة "لحظة وداع"، وأعربت عن رفضها للاحتفاظ بسرها بمفردها ورأت أنها أخطأت في موقفها وتقديرها؛ لأنها لو أخبرت زوجها قد تنقلب أحداث القصة رأسًا على عقب، كما أنها ستعطي الزوج فرصةً للاستعداد النفسي والحياتي والمستقبلي في حال موتها بسبب المرض.
أما الناقد الفني "نادر حرب" فأكد أن المسلسل التركي "لحظة وداع" يحظى بنسبة مشاهدة ومتابعة عالية في الأردن بسبب قصته المشوقة والمحفوفة بالرومانسية والعشق والغموض.
وأشار "حرب" إلى ضرورة عرض أعمال تركية لا تتشابه مع الأعمال التي عرضت في الفترة السابقة حتى لا يشعر المشاهد بالملل والتكرار، ورأى أن هناك تشابهًا بين قصة " لال" و "نور" من حيث التضحية والرومانسية، و"منى" في مسلسل "لامكان لا وطن" و"لميس" في "سنوات الضياع".
دراما لمست القلوب أكدت الباحثة الاجتماعية "إيمان مطر" أن تناول الدراما التركية لقصص وقضايا واقعية والخوض بتفاصيلها كالحب والرومانسية والحمل غير الشرعي من أسباب انجذاب المشاهد العربي إليها، والذي يعيش هذه القصص في واقعه، والتي لا تختلف عن طبيعة المجتمع التركي "المسلم" والذي يتقارب مع المجتمع العربي في كثير من العادات والتقاليد.
وأرجعت انجذاب المشاهد العربي للدراما التركية إلى أن أبطال الأعمال التركية يقتربون من همِّ المشاهد العربي ومشكلاته، وبالتالي يكون لهم أكبر الأثر عليهم، مثلما حدث مع "لميس" و"نور" و"مهند" و"يحيى" و"لال" الذين أصبحوا قدوة للمشاهدين؛ لقدرتهم على تعبئة فراغات نفسية عجزت الدراما العربية وغيرها عن سدها