ايناس علي... سمراء تونس
تقف الممثلة التونسية الشابة ايناس علي أمام كاميرا السينما لأول مرة في دور زوجة الفنان خالد صالح صاحب صالة القمار في فيلم »الريس عمر حرب« بترشيح من المخرج خالد يوسف.
وتنفي ايناس ان يكون دورها في الفيلم به اي مشاهد عري او ابتذال مشددة على انه ليس فيلم »بورنو«.
لكن قيل ان بطلة حوارنا »ايناس« تنفرد وحدها بعشرة مشاهد صارخة.
- فما الذي دفعها إلى قبول هذا الدور الجريء وماذا تقول عن العمل ككل وأحداثه?
إيناس ما الذي دفعك للمجيء إلى القاهرة?
جميع التونسيين يعشقون مصر ويحبونها ولا أخفي أنني لم آت من أجل التمثيل أو الغناء أو حتى الفن عموماً .. بل جئت كمرافقة لشقيقتي النجمة السينمائية "ساندي " والتي نجحت أخيراً في إثبات وجودها بالسينما المصرية, إذ اشترطت والدتي أن أصطحبها إلى مصر حتى توافق على فكرة سفرها. وأسعدني ذلك كثيراً برغم أنني كنت أدرس آنذاك بكلية الحقوق, ويصعب علي مغادرة تونس ولكنني تمسكت بالأمر بحجة خوفي على شقيقتي, فنحن مرتبطتان ببعض إلى أقصى درجة ولكن عشقي للسفر والترحال وحبي الشديد إلى مصر كان من أهم دوافعي للموافقة على السفر معها وخلال أقل من شهر نجحت "ساندي" في إقامة علاقات وطيدة مع الكثير من نجوم الوسط الفني في مصر لتبدأ رحلة الفن اذ رشحها المخرج سعيد حامد في بداية الأمر للعمل في فيلم »حمادة يلعب " ثم أعقبه مشاركتها في عشرات الأعمال الغنائية المصورة ثم الإعلانات وأخيرا التفرغ للعمل السينمائي.
ألم يغريك ذلك بخوض تجربة التمثيل أو حتى الغناء ?
.. الغناء مستحيل لأن صوتي سيء, أما التمثيل تحول إلى حلم يراودني ..لأنه ممتع حقاً ومثير .. فعليك أن تتخلى عن شخصيتك تماماً وتجسد شخصاً غريباً عليك نهاراً وليلاً .. بل وعليك أن تفكر بعقله وتتحدث بأسلوبه وتضحك بطريقته .. أي تتجرد تماماً من طبيعتك بإرادتك .. ثم تعود إليها مرة أخرى .
إذا لماذا تأخرت كثيراً في الظهور فنيا ?
لم أتأخر وكنت دائمة العودة إلى تونس لمتابعة دراستي بقرار من الاسرة .. فلا فن إلا بعد الشهادة ! .. إلى جانب أنني كنت إلى حد كبير متابعة لشقيقتي ساندي ناصحة لها فأنا مرآتها الدائمة التى ترى فيها أخطاءها وتصارحها بعيوبها وما يجب أن تقوم به وخصوصا سينمائياً.
- ألم تشعري بالقلق من تأخر نجومية ساندي سينمائيا وإمكانية تكرار ذلك معك ?!
لم يمض على وجودنا في القاهرة أكثر من 4 سنوات وبرغم ذلك أرى أن ساندي حققت نجاحاً كبيراً ومعقولاً وخصوصا إذا ما حاولنا مقارنتها بغيرها من الفنانات الوافدات إلى مصر .. فهي موهوبة وما يؤكد ذلك أنها شاركت في عشرات الأفلام السينمائية في مصر وليس في تونس, أي بعيداً عن استثمار نجاحها وتفوقها الرياضي وشهرتها في تونس كلاعبة, ولو لم تكن موهوبة لما ساعدها أحد او أسند لها بطولة عمل سينمائي مهما تكن علاقة صداقتها الوطيدة به وبالتأكيد نجاحها أفادني كثيراً.
ماذا تعنين بأن نجاحها أفادك ?
لولا نجاحها ما بقينا على الأقل في القاهرة ولتمسكت أسرتنا بعودتنا إلى الوطن .. وأيضاً ما عرفني أحد .. فمصاحبتي الدائمة لها في جميع الأعمال التي شاركت بها سواء في الأغنيات المصورة أو الأفلام السينمائية جعلتني على علاقة وطيدة بعشرات النجوم والمخرجين والمنتجين صناع السينما في مصر وبالتالي كانوا يعدونني دوماً بعمل جيد ويليق بي, بمجرد أن انتهي من دراستى التي كانت تشغلني كثيراً.
هل استعديت لذلك جيداً ?!
بالتأكيد .. وخضت ورش تمثيل متعددة, وآخرها ورشة الفنان محمد عبد الهادي التي أعتبرها الورشة التي تقدم شهادة الضمان الحقيقية للفنان, فهناك نتعلم كل شيء بدءاً من كيفية اختيار الدور , مروراً بقراءته وانتهاءا بتجسيده.
- كيف رشحت لدورك في فيلم »الريس عمر حرب« ?
تربطني علاقة وطيدة بالمخرج الفنان خالد يوسف وسبق أن وعدني بالمشاركة في أحد أعماله السينمائية التي يهوى من خلالها اكتشاف الوجوه الجديدة ودفعها للصفوف الأمامية بالساحة السينمائية ..وكاد أن يفعلها في فيلم "حين ميسرة" لولا وجودي خلال فترة ترشيح الممثلين في تونس وهو ما أصابني بالحزن الشديد وخصوصا أن الفيلم حقق نجاحاً مدوياً وضجة هائلة عقب عرضه سينمائياً وربما مازالت أصداؤها مستمرة , ولذا عندما بدأ التفكير في فيلمه الجديد "الريس عمر حرب" قام بتسكيني في دور هام أراه من أهم محاور أحداث الفيلم وهو ما أسعدني كثيراً وخصوصا أنه ينحى الصداقة جانباً في اختياره لنجوم أعماله, اذ اختبرني قبل أن يخبرني بترشيحي للعمل بعد أن كدت أفقد الأمل تماماً لكثرة الفنانات المرشحات للدور وخبراتهن السابقة في العمل السينمائي ولذا ترشيحه واختياره لي أعتبره وساماً على صدري أعتز به.
هل هذا دفعك إلى الموافقة على الدور رغم ما به من جرأة وعري وإيحاءات مبالغ فيها ?!
الدور إلى حد كبير ليس على هذه الشاكلة شديدة القسوة .. نعم هو يكشف كل ما يحدث من مآس حقيقية داخل صالات القمار, حيث البقاء دائماً لمن هو أكثر شراسة ولكن ليس إلى حد العري والإيحاءات المبالغ فيها ولا أعتقد أنني جسدت مشهداً على هذا النحو والعمل خير برهان.
تتصف افلام المخرج خالد يوسف بالجرأة والعري ومشاهد الاغتصاب الساخنة ويكفي فيلم "حين ميسرة" ?!
»حين ميسرة« حالة خاصة ومن رأى الفيلم عرف على الفور أنه يعرض بأمانة شديدة وبلا رتوش واقعا مؤلما تعيشه الأحياء العشوائية, وأرى خالد يوسف, المخرج الوحيد في مصر من أصحاب الرأي والقضية ويحرص على إبرازها بطريقته الخاصة ورؤيته السينمائية التي يحترمها العالم.
وماذا يعني كل ما يشاع عن اعتراض الرقابة على عشرة مشاهد دفعة واحدة تظهرين بها شبه عارية?!
ما هذا الهراء لم يحدث شيء من هذا القبيل على الإطلاق .. فهل هو فيلم "بورنو" حتى أظهر به شبه عارية ..ومن سيوافق على ذلك .. وهل يعقل أن يفعل خالد يوسف ذلك في فيلم يعتبره من اهم افلامه.. مثل هذه التكهنات مليئة بالمبالغات والآراء القاسية التى بناها أصحابها عن توقعات غير صحيحة واجتهادات خبيثة لا يهمها سوى الإضرار بالعمل بعدما أصبح الجمهور ينتظر أفلام خالد يوسف.
ما دورك تحديداً بالعمل ?!
العمل ككل ذو رؤية فلسفية بحتة ويدور داخل صالة للقمار يمتلكها النجم خالد صالح "الريس عمر حرب " وأجسد دور زوجته وأظهر في مشاهد كثيرة داخل صالة القمار بملابس جريئة للسهرة تتناسب مع أجواء المكان وليس بملابس شبه عارية .. حتى المشاهد التي تجمعني بزوجي على حدة تعتمد على الإيحاء ونظرات العين وملابسي بها عادية, وتناسبني, ولم أشعر بالضيق منها بل أرتديها في حياتي العادية!
لماذا يفرض المخرج خالد يوسف طوقاً من السرية والكتمان على فيلم "الريس عمر حرب" ?!
معه كل الحق .. فإذا كان مع كل هذه الاحتياطات التي يتخذها وتأكيده لكل فريق العمل بعدم البوح بأي تفاصيل عن الفيلم .. ترددت كل هذه الشائعات والتكهنات .. فما بالك لو كان الفيلم كتاباً مفتوحاً للجميع.
هل تتوقعين لفيلم »الريس عمر حرب« صجة?
ضجة تفوق فيلم "حين ميسرة " , فالفيلم باختصار نموذج مصغر لكل مشكلات الحياة وهمومها ..فكل دور في العمل يجسد مأساة حقيقية يبحث لها الفيلم عن مخرج أو يضعها بلا رتوش.
لماذا لم تبدأي تونس لتأتي إلى مصر فنانة متألقة مثل »درة«?
الإنتاج الفني سواء السينمائي أو التلفزيوني في تونس ضعيف للغاية ولا يتناسب مع طموحي وشغفي بالعمل الفني بعدما تعايشت معه لأكثر من أربع سنوات قبل أن أخطو به أولى خطواتي.كما أن علاقاتي بالوسط الفني في مصر تفوق كثيراً علاقاتي بالوسط الفني التونسي.
ألا يمكن أن تظهر "الغيرة" الفنية بينك وبين ساندي ?!
لا .. فلكل منا عملها وأدوارها التي تتماشى معها, وكيف أغار في الأصل من شقيقتي أو العكس ? .. بالطبع أمر مستحيل.
وماذا لو تنافستما على دور بعينه ?!
أعتقد أن ذلك الأمر لن يحدث.. فهناك اختلافات كثيرة بيننا سواء في الشخصية أو التكوين الجسدي أو حتى الملامح تجعل من المستحيل أن يصلح دور بعينه لكل منا .. وبصفة عامة لا يمكن أن نتنافس على شيء واحد!
الحب والزواج .. ماذا عنهما بعد إعلان ساندي خطوبتها من رجل اعمال مصري شاب?!
لا أفكر بهما حالياً .. الفن أولاً .. وسعدت كثيراً بشقيقتي فلقد جمعتهما قصة حب رائعة.
تونس ماذا تمثل لك ?
جميلة جميلات الشمال الإفريقي ويسعدني كثيراً أن يطلق على الكثيرون .. سمراء تونس